الآثار
النفسية للحرب على الاطفال
نُشرت
هذه الصورة في بداية العام 2012 بعد سقوط بني وليد للمرة الأولى لطفل من بني وليد لم يتجاوز العاشرة وهو يبلور
بعض مايدور في راسه في هذه اللوحه المشوهه، وبعكسنا نحن الذين قضينا طفولتنا في
اعادة تلك اللوحه المملة التي تبدأ بالشمس في أقصى يسار الصفحة معتمدين على
زاويتها ونزولاً بتلك الجبال وبعض الازهار التي تمتل الربيع في أدهاننا، مع ان
ليبيا بلد العجاج والصهد ولا يوجد فيها ربيع في اي مكان بإستتناء بعض الزهور التي
تخرج في الفيافي بين الحين والاخر.
هذا
الطفل وغيره وجدوا لهم ربيعاً جديداً وحقيقاً عاشوه ولامسوا كل ما فيه، وبالرغم
من ان سنه قد لايعبر عن خلفيةٍ كبيرة لفهمة حول ما يدور حوله، إلا أنه اطلق العنان
لذلك القلم المتهالك ورسم كوخاً تنتصب فوقه الراية الخضراء وتقوم الطائرات وبعض
المشاه بالهجوم عليه.. بعض المدرعات والسيارات المدنية التي تحمل السلاح وطائرات
الناتو! كلها تهاجم ذلك الكوخ الصغير، ولكن كل هذا لم يشدنى، ما لفت انتبهائي هو
ذلك الكائن المشوه الذي يشوي شيئاً ما على قدر كبير، على الاغلب هو انسان مع ان
الطفل رسمة وكأنه دابه او حيوان بحسب وضع اطرافه، ولكن الشخص الواقف له نتوء في
ظهره وكأن الطفل قد قرأ رواية احدب نوتردام او انه شاهدا كرتوناً او فيلماً عن هذه
الشخصية، للاسف قد يظن هذا الطفل ان مثل هذه الاعمال لا يقوم بها الا رجلٌ مشوهُ
غير سوي ولهدا اراد اضافة النتوء لظهره....
بعد
الحرب الثانية على بني وليد في نفس العام، حاولت كثيراً الوصول الى صاحب هذه
اللوحه، عله استبدل لنا في لوحةٍ اخرى الراية الخضراء بقدم خميس السحرية او لربما
وضع موسى ابراهيم امام الكوخ متحدثاً بإسم من فيه، ولكنني وللاسف لم اصل الى اي
نتيجة وظللت حالماً بأنه لربما قد قام برسم تلك المسيرات التي خرجت مهللةً للقبض
على خميس في مدن ليبيا، يقودني الخيال
لاكتر من ذلك فلربما رسم تلك الوجوه المقيته التى ظهرت على الشاشات وهي تحرض ضدنا
وتصف المليشيات بجيش ليبيا، ربما رسم عيده التي قضاه في شعاب الوديان واللصوص
يسرقون منزله، ولربما قام بتجسيد بعض الشخصيات التي ربطتنا بهم صداقةٌ لسنوات
طويله وسرعان ما اداروا ظهرهم لنا لنفس الحجج، ربما ! يظل هذا السؤال ملحاً والبحث
جارياً عن هذا الطفل، رغم انني تناسيته لبعض الوقت إلا ان منظر الاطفال الذين
يتبعون اهاليهم النازحين هذه الأيام هو ما اعاده الى ذهني..
والسيناريو
الأسوأ هو الخوف من ان يكون هذا الطفل قد قضى تحت قدائف جيشهم الوطني في ذلك
الوقت وفقدنا مؤرخاً غير مؤدلج ولا مسيس !
هذا
الطفل وكل أطفال ليبيا الذين يدوقون الويلات اليوم سيكونون خصوماً لكل من أعان
عليهم ولو بكلمة ! فتجهزوا
وعند الله تجتمع الخصوم