الاتحاد ينتصر من جديد


أصر أحد أصدقائي على الذهاب لحضور المباراة، وألح علي لمرافقته، رغم أنني كنت قد خططت لمشاهدتها تلفزيونياً لتوفير الوقت والأعصاب،ولم أستطيع الرفض وحاولت انجاز ما علي إنجازه بسرعة حتى نستطيع الوصول مبكراً لحجز مكان مناسب، لكن باءت كل محاولاتي بالفشل وانطلقنا متأخرين جداً، ولا أعتقد بأن أين منكم لا يعلم بأولى الصعوبات والتي تتمثل في الحصول على موقف قريب ولكن إن جئت متأخراً، قد تضطر للسير بضع كيلومترات وهدا ما حصل بالفعل، وصلنا إلى الملعب عند الساعة الثالثة مساءً، ولم يتغير المنظر عن آخر مره زرت فيها ملعب 11 يونيو، فلازالت القمامة في كل مكان، وكأنه مجرد ملعب مهجور وليس في الخدمة، كانت أولى المفاجآت حين اقترح صديقي إحدى البوابات لتسهيل المرور ليتضح له بأنها لم تكن رفقةً صائبة، لقد اكتشف بأنني من جمهور الإتحاد، إنها خيانة!!!. تراشقنا بعض العبارات، وانطلق كلاٌ منا في اتجاه،كنت أقترب من الزحام وحاولت جاهداً أن أسيطر على نفسي واجعل عضلاتي مستعدة لما ينتظرها، أخدت نفسا عميقاً وغطست في الزحام محاولاً المرور ومن هنا بدأ الاختبار، كان علي أن أتناسى تلك الخطوات فوق حدائي الجميل والذي أصبح ملطخاً بالطين وبدأت التجاعيد تظهر علية، وكأنها أثار الزمان على وجه عجوزٍ بلغ العقد التاسع من عمره، لن أستطيع أن احصى لكم الكدمات والضربات واللكمات التي تلقيتها، كان على احياناً أن أصرخ من الالم واتمتم ببعض العبارات معبراً عن ندمي الشديد لانني جئت، ولم يكن دلك الأسوأ بل كان علي إكتشاف مقدار مايتمتع به جسمي من مرونه لانني احياناً كنت واقفاً وجسمي في حالة تموجٍ شديد، كان منظر جسمي من أسفل قدمي ولاعلى نقطةٍ في رأسي يبدو كأثر أفعى قد مرت في رمال الصحراء الحارقة، يمينا ويساراً، وأرتفع الضغط داخل شراييني وأحسست بأنني أعانى بين لفائف أحدى أفاعى الكوبرا وهي تحاول عصري لالفظ أنفاسي الأخيره، كان هناك بعض الانفراج في تلك المعاناة عندما أحس ببعض الارتياح فإن ذلك كان يعني بأن نصف من حولي قد فروا هاربين من الأمن وهم خلفهم ملوحين بالعصى والهراوات إثر رشقهم ببعض العبارات البذيئة من الشباب، وماهي الا لحظات لاعود كماكنت.
كان وصولي لذلك الباب وكأنه عمرٌ جديد، قد كتب لي، اخترقت رجال الأمن ليتبين لي بأن ما لاقيته خارجاً من العشوائية و الرعونة وقله التنظيم لا يعبر إلا عن جانب القمر المضيء، وكان جانبه المظلم أمامي، لأنه كان على أن أخترق بركاً من مياه الأمطار ومختلطةً بالكثير من القذارة، ومخلفات بني البشر وتتوقف قليلا لا تعلم هل توجه اللوم لهولاء الذين لا يحلو لهم قضاء حاجتهم إلا هنا، أم أنهم غير ملومين فهناك من يجلس وراء المكاتب الفاخرة، ويتبجح في شاشاتنا بأنه يبدل قصار جهده للرقي بكرتنا الليبية ومؤسساتها، رغم أنه يعجز عن توفير خدمات أقلها مرافق صحية مثل الحمامات، لم تفلح محاولات كتمي لانفاسي لان المسافة كانت طويلة وكان بداية المسار كنصفه كنهايته ولافرق، لم أتحصل على مكانٍ جيد بعد وصولي في هذا الوقت المتأخر فجلست ولم أكد أعتدل في مكاني حتى جاء الهدف الاول، أنها قديفة اطلقها سابول لتستقر داخل المرمى دون أن ينتبه لها أحد، كانت فرحةً كبيرة وكان الجمهور غفيراً أيضاً، كانت المباراة جيدة ولم يكن هناك أي مشاكل، وكانت الروح الرياضية موجودة الي حد بعيد بين لاعبي الفريقين، طبعا كالعادة بعض الأغاني والأهازيج من الجماهير والتي كانت تحوى على كلمات غير لائقة أتناء المباراة، رغم اختلاف الفئات العمرية المتواجدة وتواجد الصحفيين والضيوف تعتبر خطاً آخر يضاف تحت كرتنا ودورينا، بعد التسيب الواضح في التنظيم والإدارة والاهتمام بالمنشآت الرياضية، ولكن لا مفر فأولئك هم شبابنا لم تفلح معهم كل المحاولات.
كان الطقس جميلا بعض الشيء رغم تساقط إمطارٍ خفيفة قبيل نهاية المباراة،بقت النتيجة كماهي حتى أعلنت صافرة الحكم الجزائري نهاية هذا اللقاء، والحمد لله لم تحصل أي مشاكل بين الجماهير عند خروجهم إلا تراشق بسيط بالحجارة ممن لم يفهموا بعد معنى الرياضة.
لكني خرجت وفي ذهني الكثير من التساؤلات عن مدى التدهور الذي وصلت الية المدينة الرياضية،التنظيم ، الادارة ، الجمهور وسلوكهم، أين نحن وكيف سنكون في البطولات القادمة ولعل كأس افريقيا القادم هو أقربها......

مبروك للاتحاد وحظاً أوفر لفريق الأهلى في قادم الأيام بإذن الله، ونتمنى أن يقوم القائمون على الكرة الليبية بماهو مطلوبٌ منهم، لكي نرى فرقنا ومنتخبنا في الموعد وفي المستوى في مشاركاتهم الخارجية.............


إنها رؤيتي للأجواء العامة، والتي لم تكن مشجعةً إطلاقاً ولم تكن المناخ المناسب لاقامة مباريات كرة القدم فلازلنا بحاجه الي الإحساس بالواجب تجاه أنديتنا وبلادنا وأن يكون أصحاب القرار على قدرٍ كبير من المسئولية لينتشلوا كرتنا من هذا الركام، وأتعجب كيف يمكن أن نستضيف أي بطولة ونحن بهذا الحال .........


أما رؤيتي للموضوع كمشجع فأقول:
عطوكم الإتحاد على روسكم امس ، الفريق كان حاضراً وجاهزاً ولعب مباراةً قوية، لعب فأبدع، وأبدع فأمتع، إنه العميد، لازال يتربع على عرش اللقاءات بين الفريقين ، وإن شاء الله الجاية، على حد تعبير جماهير الأهلي.
 مهارات وتمريرات وإستعراض وأهداف، و الفوز في النهاية، ونقاط المباراة والصعود لقمة الدوري لحين إشعار آخر .....فهل سيكون آخر؟


 

0 التعليقات:

Post a Comment