أولاد البلاد والعائدون







قبل يومين رزق أخي بمولوده الأول وأسماه يوسف واليوم وعند عودتي للبيت وجدت أهلي مجتمعين والفرحة تغمرهم فهاهو اليوم أخي الأكبر يرزق بمولودته الأولى سمر وعندما رأيتها فتحت عيناها وكأنها تحييني  وسبحان من صورها لقد حركت مشاعر وذكريات قديمه في داخلي ، ولا أعلم لما هي بالذات ربما لأنني عندما رأيت يوسف كأن نائماً ولم يفتح عيناه لينظر ألي ،وربما لانه اتي قبل موعده ولايبدو عليه النشاط ويحتاج الي بعض الوقت ليستعيد عافيته، لقد سرحت بخيالي بعيدا وأنا أحدق بها و بنظراتها البريئة وهي في يومها الأول في هده الحياة.
تذكرت الماضي حين كنا عائله صغيره وسعيدة ، وكيف أصبحنا اليوم متفرقين فأخواتي تزوجن ورحلن كما هي الحياة ومند عام خرج اخوي ليكونا عائلتهما المنفصلتين عنا اليوم سمر ويوسف أبناء عمومة وأصبحا يقترنان بإسم أبي ولكن بصوره ابعد مما اقترنا به نحن وهما سيكونان فتيّان في المستقبل وسيرحلان عن أبويهما ليكونا عائلتين وحدهما وشيئاً فشيئاً ستتفرق عائلتنا حتى يصبح أبي رمزا لعائلات عديدة تنشر في كل مكان وقد لا يربطها سوى القرابة البعيدة التي لم تعد تعني لأحد شيئاً وعندما وصلت لهذه النقطة أيقنت بأننا كلنا أخوه من اب وام واحده لكننا اليوم تباعدنا كتيراً فأصبحنا عربا وعجم متباعدين متنافرين متقاتلين بيننا، لكني أصبت بالحزن الشديد حينما فكرت في ليبيا فها نحن اليوم نتشارك الفرقه ونصر عليها ونستهزئ من بضعنا ونتفاخر بأنسابنا والكبر يملأ قلوبنا على اخواننا ، اليوم نحن نصر على اننا شرقاوي وغرباوي وعربي وامازيغي واحرار وعبيد وطوارق وما الى ذلك من هده التقسيمات المقيته لكن وقعها لم يكن علي بأشد من وقع التفرقه الاقوي بين ابناء المدينه الواحده والتسميات المنتنه التي اصبحت تسبق انسابنا في التعريف بأنفسنا وتقديم غيرنا ، فأنا ولد بلاد وانت عائدون وانا متحضر وانت شلافطي لا بل انا راجل وانت سحنون واني جدي كان مجاهد وانت جدك مطلّين واني جدي كان بي وانت جدك كان راعي وكأن الرعايه او البداوه عار ويتناسى هؤلاء الحمقي ان اشرف الخلق سيدنا رسول الله كان بدوياً وكان راعيا يرعى الاغنام ويتناسى هؤلا الجهله  أن العائدون هم ابناء المجاهدين والمهاجرين من ابناء ليبيا، بل ننسى ان كل شئٍ حدث ويحدت لنا هو قضاء من الله وحكمه، فلا أحد يختار والده وجده ولا أحد يختار مدينته او نسبه او زمانه الدي سيعيشه ولاحتى رزقه الذي سيعيش به .
واقع مرير نعيشه في بلادنا ولم املك في تلك اللحظه الا ان اتمنى ان يكون يوسف ومن معه خيراً منا ومن جهلنا فلربما يغيرون مالم نستطيع تغييره . لقد دعوت الله ان يجعلهما من الابناء البررة ومن حفظه كتاب الله وان يرسما مجدا فشلنا في ان نخط بدايته.
أقفلت عيناها لتنام وأرجعتها برفق لوالدها لكنه ظل واقفا ولم يتكلم ، كان ينتظر ان اعطيه بعض المال(نحيله او لا اعرف مايسمونها) ولكني درت روحي احول حتى مل وذهب.




--------------------------------------------------------------

قال الله تعالى
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
( الحجرات : 13 )
وجاء في البخاري أن
رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا أَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ
فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَابَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةٍ
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ .
فَقَالَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب








7 التعليقات:

donia said...

السلام عليكم ورحمه الله مبارك المدونه واصبت الخيار بعيدا عن زحام الفيس هدوووو === لا يغيير الله ما بقوم حتي يغيرو ما بانفسهم ومجرد شعورنا بعدم الرضا من ما هو موروث عندنا من قيم وعادات تنقلتها الاجيال هو بودر خير وحافز لوجوب التغيير فالمستقبل القريب ان شاء الله ما تطرقت اليه المدونه حقيقه لا يمكن انكرها وخصوصا في مجتمع قبلي بالدرجه الاولي فمثلا يوجد بعض العوئل لا تقبل اي شخص غير حامل لجينات دمائهم الحره المجيده كما يزعمون للسكن معهم في نفس الحي السكني مثل مخزي ولكن واقع ملموس هنا للاسف نحن مضا ما مضا بنا من عمر ونا مل فالجيل القادم خير ان كان ابائهم هم نحن ونحن نريد الافضل ان وجد واخيرا حتي النحيله هي من المواريث اوالعادات فلا ادري اذا كان قيا مك بالحول هو نوع من البداء في تغيير العادات فقد زدت الطين بله ستراء يوسف اثنان

Agilia said...

قال رسول الله صلاة الله وسلامه عليه لازال الخير في امتي الي قيام الساعه
صدق رسول الله
واكبر دليل وجود شخص مثلك يفكر في امر غاب عن عقول اكثرنا وانا منهم
اشكرك اخاه

3bdo rednex said...

سندس
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
لا أعلم ان كنت أصبت الاختيار ام لا لكني اتوقع ان يكون أخف وقعا على نفسي من الفيس بوك وهمومه
عموماً مع اني لم استطيع التعرف عليك لكن يبدوا انك تعرفييني واسمحي لي بأن ارحب بك كأول من خط ردا في مدونتي الجديدة ، اما بالنسبه لما دكرتي فنحن نعيش هدا الواقع الاليم جميعاً ونسأل الله ان يصلح لنا احوالنا
أخيراً احب ان اؤكد لك انني مستعد لان ارى يوسف عشره بدل من اتنين على الا اضر بجيبي

3bdo rednex said...

تحياتي
د. عجيليه اشكر لك هدا الاطراء الدي لا استحقه وارحب بك بين مواضيعي فلاتحرمينا من اطلالتك بين حين وحين
تحياتي

Nasimlibya `√ said...

لا فض فوك اصبت اصبت اصبت

بارك الله فيك وسعدت بزيارتى لبراحك هذا جعله الله من الحسنات التى تاخد بيدك

3bdo rednex said...

جزاك الله خيراً على هذا الكلام المشجع ،، تشرفت بمرورك وتعليقك نسيم ليبيا

sarab alroh said...

على ما يتربوا سيكونوا .. اولاد اعمام علي الود وصله الرحم او فرقه وتفرقه... فإن كان الكبار قد انشغلوا بهموم الحياه والمعيشة لكن ودهم يبقي وهو ما يراه اولادهم فيتوارثوه....

Post a Comment