هل لدينا منه الكثير في ليبيا؟












قصتنا اليوم حدثت في أحد المخابز، أنا اليوم وحدي لكني قررت أن أحضر معي بعض الخبز علني اسكت به جوعي ليلا ، وقفت أمام أحد المخابز و دخلت ولم يكن المكان مزدحما إلا من رجلٍ مسن ، كانت ملامح وجهه وقوام جسمه تنبئ بأنه قد تجاوز الستين ، لكن حاله كان يرثي له ملابسه باليه و متسخة ، وشعر أشعت أغبر للوهلة الأولى ظننت أنه رجلٌ مريض جاء يبحث عما يسد رمقه لكني تراجعت عندما لاحظت انه كان يرمقني بنظرات غريبة كان كلما توارى العامل عن الأنظار يطيل النظر محدقاً إلي وكأنه يستعجلني بالخروج لكني لم أفعل وعندما تملكه اليأس قام بالضغط على صندوق الخبز الحديدي حتى أدمى إصبعه و أخد يلوح بيده يميناً ويساراً ملوثاً كل ما في الصندوق من الخبز ، ماذا تفعل ؟ الا ترى دمائك تتساقط على قوت الناس؟ ألا تراعي حرمه المكان ام انك جئت هنا لتلهو ، دفعني خطوة إلى الوراء وخرج مسرعاً فقمت بإخبار العامل ان يقوم بإبعاد هدا الخبز فلم يعد صالحاً للأكل ولكني ظللت أتسائل عن السر وراء هدا العجوز ، عندها دخل شابٌ ورأى المنظر فتسائل عما حدت فقلت له ان دلك العجوز أصيب وكان ينزف هنا ، وهنا كانت المفارقة ، لقد تجمد في مكانه وقال لنا إني اعرفه ان فلان هل تعلمون من هو؟ انه رجل قانون وكان في جهاز الحرس البلدي قبل ان يتوقف عن العمل بسبب إصابته بمرض الوباء الكبدي ، ويلي؟ هل كان ينشر مرضه هنا بين الناس؟ هل يريد ان يعاقب الناس على أخطائه ، أم انه لا يصبر على ابتلاء الله له ويريد ان يبتلي غيره معه بدون وجه حق؟ هل هده هي الرجولة وهل بتنا نملك هنا في ليبيا متل هده الرجل ؟ وهل هم قله ام انهم باتوا الاغلبيه الساحقة.
 لم اعد أحس بما يجري كان هناك صراخ لان الشاب حاول ان يلحقه وعاد بعد برهة ليقول بأنه أختفى  بين كل هؤلاء  البشر وكيف يمسك به في هدا الازدحام ، خرجت و تركته يتوعد بأنه لن يتركه وسيقوم بما يكفل عدم عودته لمتل هده الأعمال مستقبلاً ولكن حتى ولو عاقبناه هل سنعاقب الجميع وادا كانت أخلاقنا قد أصبحت في الحضيض فما فائدة معاقبه هدا الرجل .
غادرت وأنا اتسائل عن الكثير حتى أنني لا اعلم ان كان المرض ينتقل بهده الطريقة ام لا ولمادا اختار هدا الجاني المخابز ، لان الخبز لا يطهي؟ ولان التلوث الذي يحمله لا يقاوم ولا مجال لتعقيمه او طهوه، أبلغت به السفالة ان يجاهر بمتل هدا العمل امامي ، فنسأل الله لنا ولكم السلامه ....


هده الحكاية واقعيه و حدثت هنا وفي هدا العام مند وقتٍ ليس بالطويل لكنني قصصتها بتصرف ...







عبدالرزاق فرج
30/09/2010

4 التعليقات:

donia said...

مثل هذا الرجل قنبله موقوته ان كان قد غاب عنه الضمير وحسن التعامل والاحسان مع الاخرين فهو حامل للمرض وحامل للبغض وحامل لعدم الرضا بقضا الله فهو كالمتربص بالاحياء وكالمليم لنفسه فيلها من اوصاف نسئل الله السلامه بحكم احتكاكي بشكل مباشر بالطاقم الطبي رائيت التعامل دائما يكون بحضر مع اي شخص مريض علي انه حامل لي مرض معدي وهذا من باب الحرص والوقايه فيعتبر الدم من اهم الوسئل الناقله لمثل هذه الامرض المعديه فرايت اناس مرضا احرص من غيرهم علي سلامه من حولهم ومن مد لهم يد العون ورايت اناس جحدون لا ادري ان كان السبب هو حرج فلا حرج علي قضا الله ولكن لا ادري ما السبب الذي ادء الي سواء التصرف من هذا الشخص فقد لفت الانتباه وجعل نوع من البلبله والارتباك فمن الطبيعي حتي لو تلطخ دمه علي الخبز سيتم استبعادها واتلفها ولن يطول الضرر لي احد ان كان هو مقصوده فليست هذه الطريقه القضيه في نضري تعود الي مرض اشد فتكا واكثر تفشيا في بلدي مع الاسف هو قله الوازع الديني قله الثقافه وتغييب الوعي ولكن سوئلي لماذا اختصك انت بكل هذه الرشقات الحدقه من مقلتيه يبدو انك اكثرت من ارسال الشرارات حتي حدث تلمس لمستقبلات الغضب عند الرجل فثار غضبه وفار دمه فحلت الصاعقه علي الشباك لنه حديد

Agilia said...

لا عليك فالامراض الفيروسية المعديه تجد دربها للشفاء علي خطي البحوث العلميه
ونسبة العدوي بسيطة جدا كي تنتقل عن طريق الطعام وتعتمد علي نوع الفايروس
لكن مالانستطيع شفائه بالبحوث العلمية والادويه هو مرض النفوس
وشرها
لكن ماعلينا الا الدعاء لمن مرضت نفسه اكثر مما اعتل جسده
ورحمة الله وسعت الجميع
اشكرك علي مااحسسته من احساس انساني عال انك فقط فكرت في السبب(سبب انه صار حاقدا)
حماك الله وحمانا
والله مع الغافلين ماتخافش

3bdo rednex said...

اختصني يادنيا لانه مفيش غيري ماد وجهه وقغد يراجي اني منبيش نطلع :D

3bdo rednex said...

شكرا دكتوره للمشاركه
كوني واتقه اني مش خايف لان الموت من المرحبين به في اي وقت ولن يكون متل هدا الشخص الا سبب لوقوع امر قدتم
لكن المرض النفسي وتوحش البشر هو ما اتار استغرابي وكما قالت دنيا يمكن غياب الوازع الديني هو في الاغلب من اهم الاسباب لتدهور علاقاتنا الاجتماعينا وغياب الضمير الواضح عن الساحه

Post a Comment